فيصل مصطفى يكتب: اليوم الخالد

[  25 يناير .. يوم من أيام مصر الوطنية الخالدة ، لأن قوات الشرطة فى هذا اليوم الخالد 25 يناير 1952 ، رفضت تنفيذ أمر  الجنرال جورج إرسكين القائد البريطانى المحتل لمحافظة الإسماعيلية بالمغادرة الفورية لمبنى محافظة الإسماعيلية . وقررت الصمود والمقاومة . وبالفعل تحمل رجال الشرطة البواسل عبء المعركة . وقاتلوا المحتل البريطانى بقوة واستبسال حتى نفذت ذخيرتهم ، واضُطروا للإستسلام .
[ وقام جنود بريطانيون بأمر من اللواء كينيث إكسهام قائد قوات الاحتلال البريطانى فى منطقة القناة بالكامل ، بآداء التحيه العسكريه لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من مبنى المحافظة ، ومرورهم أمامهم ، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم .
[ جرت وقائع هذه المعركة الباسلة عندما ، استدعى قائد قوات الاحتلال البريطانى فى منطقة القناة ، ضابط الاتصال المصرى ، وسلمه إنذارا بأن تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وتجلو عن مقر المحافظة ، وترحل عن منطقة القناة كلها، وتنسحب إلى القاهرة ، بدعوى أنها مركز اختفاء الفدائيين المصريين المكافحين ضد قواته في منطقة القنال. رفضت المحافظة الإنذار البريطانى ، وأبلغته إلى فؤاد سراح الدين باشا وزير الداخلية حينها ، الذى أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.
[ وكانت هذه المعركة ، سببا لحرق القاهرة فى اليوم الثانى من اندلاعها . كما كانت ، إرهاصات لثورة 23 يوليو 1952 . وأدت إلى تغيير وجه التاريخ المصرى والعربى والعالمى   . 
[ فألف تحية للشرطة المصرية الوطنية على عطائها وتضحياتها وشهدائها ، وهى التى لاتتوقف عن آداء دورها الوطنى ، من التصدى للإرهاب فى عام 1954 ، إلى المشاركة فى التصدى لعدوان 1956 و1967 ، وإلى المقاومة الشعبية ، والدفاع عن مدن القناة فى حرب الاستنزاف و1973 ومعركة الدفاع عن السويس ، إلى التصدى للإرهاب المجرم ، والدفاع عن الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو وما بعدها .
[ وكان كثير من نجوم ورموز الشرطة فيما بعد من أبطال معركة الإسماعيلية ، ونذكر منهم اليوزباشى مصطفى رفعت ، قائد بلوكات النظام المتواجدة بمبنى محافظة الإسماعيلية حينئذ ، والفنان الراحل صلاح ذوالفقار ، الذى كان برتبة نقيب  ، وكرمه الرئيس عبد الفتاح السيسى ، فى احتفالية عيد الشرطة الـ 71  ، لتصديه بشجاعة للمحتل الإنجليزى فى هذه المعركة . وتسلمت كريمته منى ذوالفقار  ،  جائزة تكريمه خلال الاحتفالية .
[  ومازال الدور الوطنى والاجتماعى للشرطة المصرية ممتدا ومستمرا . فألف تحية لرجالها البواسل ، الذين ينطبق عليهم الآيه القرآنية الكريمة التى تقول :
" مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "
صدق الله العظيم
[email protected]